احترام الذات و أثر التغيير في الشكل على الحالة النفسية
احترام الذات و المظهر الجسدي هو جانب مهم من جوانب الهوية الشخصية. ويبدأ الفرد بإدراكه لذاته في مراحل مبكرة من الحياة. وتتدخل البيئة الاجتماعية والثقافية في تصورات الفرد لنفسه خصوصا وسائل الاعلام والإباء والأقارب والأصدقاء لذا بسبب تنامي التأثيرات الأخيرة. وخصوصا شبكات التواصل الاجتماعي ازدادت وتيرة العمليات التجميلية يوما بعد يوم.
و هذا الازدياد نابع من تنامي عدم الرضى الشكلي و المظهري حيث أجريت دراسة استقصائية في عام 2019 على كلا الجنسين و أفادت الى عدم الرضا عن الشكل بنسبة 56٪ من النساء و 43٪ من الرجال وفي دراسة أخرى عام 2019 زاد معدل عمليات تجميل الوجه والرأس بنسبة 13.5٪ مقارنة بعام 2018 كما زادت نسبة جراحة الأرداف 38.4٪ في عام 2019 وبنسبة 65.9٪ منذ عام 2015 و ازداد معدل عمليات تجميل الشفرين بنسبة 24.1٪ في عام 2019 وبنسبة 73.3٪ منذ عام 2015 بالإضافة الى زيادات محترمة في كثير من العمليات التجميلية الأخرى. ولكن هذا يطرح سؤال جوهريا حول انعكاس تلك الجراحات التجميلية على الحالة العقلية ومدى تأثيرها على احترام الذات.
الشكل الجسدي وانعكاسه على احترام الذات:
يعرف تقدير الذات على انه تقييم الفرد لنفسه وشعوره بالاحترام والقيمة والكفاءة. أي وبعبارات أخرى هو مدى اعجاب الشخص وتقديره لنفسه ويتضمن عدة فروع مختلفة وأحدها هو التأثير الشكلي على احترام الذات. ولا يقتصر الانطباع المأخوذ عن رؤية الشخص لصورة جسده المنعكسة عن المرايا و الصور بل ان كيفية رؤية الشخص لنفسه في عقله هو الأساس. (احترام الذات وصورة الجسد ليسا في المرآة بل في الدماغ) ثم تأتي أهمية ترجمة العقل لتلك الصورة على شكل مشاعر واحاسيس إيجابية. حيث ترتبط هذه الأفكار ارتباطا وثيقا مع تقدير الشخص لذاته وقدرته على ممارسة حب الذات.
العمليات التجميلية واحترام الذات:
تختار الغالبية العظمى من الناس إجراء الجراحة التجميلية في محاولة للشعور بالراحة تجاه مظهرهم حيث تزعجهم بعض التفاصيل الشكلية لدرجة الخجل وعدم الارتياح! ويختلف مدى حده هذا التأثير من شخص لآخر فعلى سبيل المثال لا يجد قسم من الرجال أي مشاكل مع تساقط الشعر ويحلقونه كليا لمظهر يعتبرونه هم جميلا ورجوليا والبعض الاخر يجد من تساقط الشعر مشكلة جمة تؤثر بشكل دراماتيكي على الرضى الذاتي! ويسعون الى اجراء عمليات زراعة الشعر. ويعتبر كلاهما محقا وصحيحا فيما اختاروه. لذا يجب الاعتراف دوما بما هو خاطئ واتخاذ قرار حول كيفية تصحيحه ومعالجته بما يخدم مصلحة تأثيره الإيجابي على احترام الذات وبالتالي زيادة الشعور بالجاذبية والثقة بالنفس.
وفي سياق متصل اجري بحث في مجلة عيادة علم النفس بين أناس أرادوا اجراء جراحة تجميلية. ومضوا في ذلك الطريق وبين أناس اخرين أرادوا اجراء الجراحة لكن لم يجروها وأشارت النتائج الى تحسن في الصحة العقلية في المجموعة الأولى على عدة اصعدة ومنها:
- احترام الذات.
- الرفاه النفسي.
- الرضى عن الحياة.
- تحسن في جودة الحياة.
- تقليل الرهاب الاجتماعي.
- التحجيم من مستوى القلق.
- تحقيق الهدف المنشود.
- زيادة الجاذبية.
لذا هناك صلة وثيقة بين بعض العوامل مثل الجاذبية أو احترام الذات والرضى عن الحياة وبين الجراحات التجميلية لكن ما علاقة تحقيق الهدف بالعمليات التجميلية؟ يبدوا عندما تتعزز مشاعر الرضى عن النفس واحترام الذات تدفع بالشخص الى تقبل المخاطر اللازمة لتحقيق الأهداف.
التأثير على علاقة الفرد بمحيطه:
انعكست الاثار الإيجابية لاحترام الذات على الفرد أولا وعلى تعامل الفرد مع محيطه ثانيا. حيث ازداد تعامل الفرد مع اقرانه وعائلته وأصدقائه وحضوره للمناسبات الاجتماعية وذلك نابع من الرضا النفسي عن الشكل وعدم انشغال التفكير بمدى اهتمام الأشخاص المحيطين بالعيوب.
المزيد من الفرص
تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الأكثر جاذبية وثقة بنفسهم يحصلون على مزيد من الفرص المهنية والشخصية. وروات اعلى وذلك نابع من انخفاض القلق الاجتماعي لديهم وشعورهم بازدياد قدرتهم على التحكم في مجريات الحياة بشكل أكبر. واستعدادهم لمواجهة تحدياتها وهذا ما ينعكس على قدرتهم على اقناع الطرف الاخر واعطائهم نطرة إيجابية.
إجراء الجراحات التجميلية في تركيا
يمكن أن يقدم الطاقم الطبي من فرق الجراحة والأطباء والمستشارين في مشفى الصحة والجمال أفضل خيارات العلاج والاستشارات المجانية – وذلك عبر سعيهم الدؤوب لمواكبة أحدث التقنيات والأساليب الطبية.
إقرأ أيضا…