عملية تكميم المعدة
الرشاقة حلم يسعى الجميع لتحقيقه أو الحفاظ عليه خاصة النساء اللاتي يبحثن بشكل دائم عن أفضل الطرق للوصول إلى القوام الممشوق والتخلص من وزنهن الزائد، ولعل أفضل ما قد يساعد في التخلص من الوزن الزائد بشكل سريع هو العمليات الجراحية وعلى رأسها عملية تكميم المعدة .
إذ قام العديد ممن يعانون من السمنة المفرطة بالبحث عن أفضل الطرق والوسائل التي تساعدهم على إنقاص الوزن بسرعة ودون الحاجة لمشقة وجهد كبير لذا ظهرت العديد من الوسائل والطرق التي تتسابق المراكز الطبية المختلفة والمعنيين بهذا المجال في توفيرها لمرضى السمنة إلا أن لعل من أفضل الطرق التي أثبتت نجاح في وقت قصير بالمقارنة بالوسائل التقليدية هي عمليات تكميم المعدة أو عمليات التدبيس الخاصة بالمعدة.
ماذا تعني عملية تكميم المعدة؟
يطلق على اسم هذه العملية عدة مسميات مثل التدبيس الطولي للمعدة أو الاستئصال الطولي للمعدة أو التصغير الطولي للمعدة أو التدبيس الكمي للمعدة، كلمة تكميم تعني أن نجعل هذا الجزء أو الموضع يشبه كم القميص أي أن يكون بحجم الأنبوب وهذا ما تعتمد عليه هذه العملية.
حيث تقوم على استئصال جزء كبير من المعدة قد يصل لنسبة تقدر بحوالي 85% من حجم المعدة الكلي وبذلك لا يتبقى إلا جزء تبلغ نسبته من حجم المعدة ما يقدر بحوالي 15%.
عملية الاستئصال تشمل استئصال الجزء الذي يقوم بإفراز الهرمون الخاص بالجوع في المعدة والذي يعرف باسم ( جريلين) مما يساعد على الحد من الشعور بالجوع وإحساس كبير بالشبع حيث يقل حجم المعدة ويتم استئصال الجزء الخاص بالإحساس بالجوع مما يساعد على إنقاص الوزن نتيجة قلة ما يقوم الإنسان بتناوله والحد من الوجبات العديدة والدسمة التي تسببت إلى حد كبير في زيادة وزنه.
لما يلجأ البعض للخضوع لعملية تكميم المعدة؟
أسباب عديدة تدفع العديد ممن يعانون من السمنة المفرطة للخضوع للقيام بهذه العملية دون غيرها من العمليات الأخرى ولعل من أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- فشل العديد من مرضى السمنة في إنقاص وزنهم الزائد بالطرق التقليدية المعتادة مثل إتباع حمية غذائية أو ممارسة الرياضة أو تناول أدوية خاصة بتقليل الشهية أو تخسيس الجسم وغيرها من الطرق المعتادة والتي أثبتت التجارب أنها تحتاج للوقت والجهد والتحكم الشديد في شهوة الإنسان للطعم وتقليل الكميات التي أصبح لا يقدر على تقليل كمياتها خاصة بعد أن تعرضت المعدة للاتساع جعل العديد من هؤلاء المرضى لا يستطيعون الاستمرار في إتباع هذه الطرق والبحث عن طرق أفضل وأسرع.
- ظهرت العديد من العمليات الجراحية التي تتعلق بإنقاص الوزن مثل عمليات تدبيس المعدة التقليدية وغيرها من العمليات التي جعلت المرضى معرضين للخطر جراء الخضوع لعمليات جراحية وترك آثار سيئة المظهر على أجسامهم فضلا عن التسبب في مخاطر صحية وأعراض جانبية سيئة قد تسببها هذه العمليات أو أن البعض ممن قام بهذه العمليات عاد من جديد لاكتساب الوزن الزائد مما جعل الحاجة أكبر لعمليات تتم بدون جراحة وعدم وجود أعراض جانبية بعد إجرائها ولعل هذا من أكثر ما يميز عملية تكميم المعدة.
كيف يتم إجراء عملية تكميم المعدة؟
اعتماد خطوات هذه العملية على استخدام المنظار جعلها أكثر تفضيلا لدى من يبحثون عن أفضل الوسائل وأكثرها أمانا من أجل إنقاص الوزن حيث أن المريض الذي يقوم بإجراء هذه العملية لا يحتاج إلى المكوث في المستشفى أكثر من 24 ساعة ويغادر المستشفى فورا دون الحاجة للمكوث بها أيام عديدة فضلا عن عدم ترك أية آثار سيئة مثل ما ينتج عن التدخل الجراحي.
يتم إجراء هذه العملية من خلال إحداث عدد خمس ثقوب تبلغ مساحتها أقل من واحد سم ويتم إحداثها بالبطن من أجل القيام بإجراء تدبيس طولي للمعدة بحيث تبدو كالأنبوب ثم بتم التخلص من الجزء المتبقي من المعدة والمراد استئصاله وإخراجه من داخل الجسم.
مدة هذه العملية لا تستغرق أكثر من ساعة واحدة، كما أنه لا داعي للقلق من وجود الثقوب إذ يتم إغلاقها بصورة تجميلية لا يحتاج المريض حينها لعمل أية غرز بالبطن من أجل سد الثقوب.
ما مدى أهمية إجراء عملية تكميم المعدة؟
أهمية هذه العملية لا يكمن في أنها طريق من الطرق السريعة والسهلة للوصول للرشاقة والقوام الممشوق بل أن الأهمية وما قد يدفع مرضى السمنة للخضوع لهذه العملية واختيارها من ضمن العديد من الوسائل والعمليات الأخرى الخاصة بإنقاص الوزن يكمن في ما ينتج عن السمنة من مخاطر عديدة صحية ونفسية لا يمكن التهاون بها أو التغاضي عنها إلا أنه يجب التعرف أولا على أسباب السمنة والتي قد تكون ورائها العديد من الأسباب مثل:
- العامل الوراثي: والذي يعد من أصعب الأسباب حيث أن المريض لا يملك القدرة على التخلص منه بسهولة نظرا لأنه قد يكون ناتج عن اختلال في الهرمونات مثل زيادة إفراز هرمون الأنسولين مما ينتج عنه تراكم الدهون وبالتالي اكتساب الوزن الزائد.
- العامل النفسي: نجد أن العديد من الأشخاص يقومون بتناول كميات كبيرة وضخمة من الطعام إذا تعرضوا لضغوط نفسية أو توتر أو قلق أو غيره من الأعراض النفسية التي لا يستطيعون مواجهتها والتغلب عليها إلا من خلال تناول الطعام مما يجعلهم عرضة باستمرار لتراكم الدهون وكسب المزيد من الوزن.
- النظام الغذائي السيئ: يوجد العديد من الأشخاص لديهم عادات سيئة كثيرة متعلقة بتناول الطعام والتي قد تكون تم اكتسابها إما وهم صغار وعدم وجود نظام غذائي صحي منذ الصغر أو بسبب عدم انتظام أوقات تناول الطعام سواء بسبب طبيعة أعمالهم أو وجود العديد من الأعباء اليومية التي تثقل كاحلهم مما يجعلهم لا يملكون القدرة على تنظيم أوقاتهم وتناول الطعام بشكل صحي ووفقا لمواعيد سليمة ومنتظمة.
- الجلوس لفترات طويلة: عدم ممارسة الرياضة أو على أقل تقدير ممارسة رياضة المشي بشكل منتظم والجلوس لفترات طويلة سواء بالمنزل أو العمل من أكثر الأسباب التي تساعد على اكتساب المزيد من الوزن ويوجد لدى الكثيرين اعتقاد خاطئ متمثل في أن خروجهم للعمل أو ركوب الحافلات أو تنظيف المنزل يعد من أنواع الرياضة وهو اعتقاد غير صحيح تماما بل ويجعلهم معرضين للإصابة بالسمنة والتعرض لمخاطرها.
بعد أن تعرفنا على أسباب السمنة وما الذي يجعلنا معرضين للإصابة بها نتعرف في السطور التالية على المخاطر التي تسببها السمنة وتجعل من يعاني من السمنة المفرطة يلجأ لإجراء عملية تكميم المعدة والتي تشمل المخاطر التالية:
مخاطر تجعل من الضروري إجراء عملية تكميم المعدة
التخلص من الوزن الزائد يجنب الأشخاص الذين يعانون منه العديد من المخاطر الصحية والأضرار المتعلقة بالسمنة والتي تجعل من الضروري إجراء عملية تكميم المعدة وهذه المخاطر تتمثل فيما يلي:
- تسبب السمنة الإصابة بأمراض عديدة مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين والذي يسببه تراكم الدهون بالجسم.
- التعرض لارتفاع ضغط الدم مما يؤدي لزيادة خطر التعرض للإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية والجلطات.
- الإصابة بمرض السكري أو الأمراض المتعلقة بالمفاصل والعظام خاصة أن الوزن الزائد قد يمثل ضغط كبير على العظام مما يجعل من يعاني من السمنة المفرطة يشعر في كثير من الأحيان بالآم أسفل ظهره، أو انتشار الدوالي بالقدمين بسبب ما يمثله الوزن الزائد من خطورة على القدمين وخطر إصابتهما بالعديد من الأمراض.
- ضيق التنفس أو وجود صعوبة في التنفس خاصة أثناء النوم مما يجعل الأشخاص المصابين بالسمنة في حالة من التوتر الدائم والأرق والذي يعد من أهم العوامل في التعرض للسمنة وكسب الوزن الزائد حيث أن العامل النفسي ضروري وهام بشكل أساسي من أجل تجنب اكتساب المزيد من الوزن.
ما هي المراحل التالية عقب إجراء عملية تكميم المعدة؟
يخضع المريض بعد إجرائه العملية لعدة مراحل يجب أن يلتزم فيها بعدة إرشادات من أجل ضمان سلامته واجتيازه المرحلة الهامة التي تلي إجراء العملية وتتضمن هذه المراحل ما يلي:
- تعد الثلاث شهور التي تعقب إجراء العملية أهم المراحل من أجل التأكد من نجاح العملية إذ أن هذه الشهور تشهد نزول سريع ومرتفع للوزن الزائد والذي يبدأ بعد هذه الشهور في النزول والانخفاض بشكل تدريجي وذلك حتى يبلغ الجسم مرحلة الاستقرار والثبات حيث يفقد ما يتراوح بين 50 أو 90% من الوزن.
- عقب إجراء العملية يقوم المريض بتناول السوائل فقط لمدة ما يقرب من أربعة عشر يوم ويبدأ بتناول السوائل الخفيفة أولا مثل المياه وعصائر كالبرتقال والليمون ثم يبدأ تدريجيا في تناول أطباق من الشوربة والعصائر الثقيلة مثل المانجو وغيرها.
- يبدأ المريض تناول الطعام بعد انتهاء مرحلة السوائل حيث يقوم بتناول الطعام الخفيف لمدة ثلاثة أسابيع مثل تناول الدجاج والجبن والبيض وغيرها من أنواع الطعام اللينة، عندما تنتهي هذه المرحلة يستطيع المريض حينها تناول جميع أنواع الطعام بشكل عادي إلا أنه يجب أن يحرص أثناء تناول الطعام على أن يقوم بالمضغ بصورة جيدة وألا يلجأ إلى طريقة البلع.
- يجب أن يحرص المريض على زيارة الطبيب أو المركز أو المستشفى التي قام باختيارها لإجراء العملية وذلك من أجل فحص حالته باستمرار وتحديد ما يلزمه من فيتامينات يقوم بتناولها ولكن ليس بعد العملية مباشرة إذ أنه لا يكون في حاجة إليها حينها ويجب أن يحرص باستمرار على متابعة تعليمات طبيبه من أجل ضمان سلامته.
أكثر ما يجعل عملية تكميم المعدة من أفضل وسائل يستطيع استخدامها من يعانون من السمنة المفرطة أنها لا تجعل المريض في حاجة دائمة ومستمرة للرعاية الطبية إذ أنها لا تمثل أية خطورة عليه بخلاف العمليات الجراحية الأخرى، لذا فإن هذه العملية تتميز بأنها متاح إجرائها لمختلف الفئات العمرية بداية من الأطفال ثم المراهقين ثم كبار السن إذ أن هذه العملية ليس لها أي تأثير على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية التي تدخل إليه.
إقرأ أيضا عن عملية شفط الدهون
عملية تكميم المعدة في تركيا
الدول الأوروبية دائما ما تتفوق في مجال العمليات الجراحية والأساليب والتقنيات الحديثة لذا نجدها تبرع في هذه العمليات وتقوم بتوفير أحدث الأجهزة للقيام بها وتقديم أفضل النتائج، ولعل هذا ما استطاعت تركيا أن تقوم به وتصل له حيث أنها تعد من أفضل الدول التي أصبح لها باع كبير وخبرة عريقة في إجراء هذه العمليات وغيرها من العمليات المتعلقة بإنقاص الوزن الزائد، ما تقدمه تركيا من أداء وجودة في توفير ما يلزم لإجراء هذه العمليات يوازي ما تملكه الدول الأوروبية من تطور وحداثة.